الجمعة، 17 مايو 2019

علم الخيال - الإمام محي الدين بن عربي



علم الخيال - الإمام محي الدين بن عربي




النوع السادس من علوم المعرفة وهو علم الخيال وعالمه المتصل والمنفصل وهذا ركن عظيم من أركان المعرفة وهذا هو علم البرزخ وعلم عالم الأجساد التي تظهر فيها الروحانيات وهو علم سوق الجنة وهو علم التجلي الألهي في القيامة في صور التبدل وهو علم ظهور المعاني التي لا تقوم بنفسها مجسدة مثل الموت في صورة كبش وهو علم ما يراه الناس في النوم وعلم الموطن الذي يكون فيه الخلق بعد الموت وقبل البعث وهو علم الصور وفيه تظهر الصور المرئيات في الأجسام الصقيلة كالمرآة وليس بعد العلم بالاسماء الألوهية ولا التجلي وعمومه اتم من هذا الركن فانه واسطة العقد إليه تعرج الحواس وإليه تنزل المعاني وهو لا يبرح من موطنه تجبي إليه الثمرات كل شئ وهو صاحب الأكسير الذي تحمله على المعنى فيجسده بأي صورة شاء لا يتوقف له النفوذ في التصف والحكم تعضده الشرائع وتثبته الطبائع فهو المشهود له بالتصرف التام وله التحام المعاني بالأجسام يحير الأدلة والعقول فلنبينه ان شاء الله في هذا الفصل بأوجز ما يمكن وأبلغ والله الموفق لا رب غيره اعلموا يا أخواننا انه ما من معلوم كان ما كان الأولة نسبة إلى الوجود بأي نوع كان من انواع الوجود فانه على أربعة أقسام فمنها معلوم يجمع مراتب الوجود كلها ومنها معلوم يتصف ببعض مراتب الوجود ولا يتصف ببعضها وهذه المراتب الأربعة التي للوجود منها الوجود العيني وهو الموجود في نفسه على أي حقيقة كان من الإتصاف بادخول والخروج أو بنفيهما فيكون مع كونه موجوداً في عينه لا داخل العالم ولا خارجه لعدم شرط الدخول والخروج وهو التحيز وليس ذلك إلا لله خاصة وأما ما هو من العالم قائم بنفسه غير متحيز كالنفوس الناطقة والعقل الأول والنفس والأرواح المهيمنة والطبيعية والهباء وأعني بهذا كلها أرواحها فكل ذلك داخل العالم إلا انه لا داخل أجسام العالم ولا خارج عنها فانها غير متحيزات والمرتبة الثانية الوجود الذهني وهو كون المعلوم متصوراً في النفس على ما هو عليه في حقيقته فان لم يكن التصور مابقاً للحقيقة فليس ذلك بوجود له في الذهن والمرتبة الثالثة الكلام وللمعلومات وجود في الألفاظ وفي الوجود اللفظي ويدخل في هذا الوجود كل معلومة حتى المحال والعدم فان له الوجود اللفظي فانه يوجد في اللفظ ولا يقبل الوجود العيني وان الكان العدم الذي هو المحال فلا يقبل الوجود العيني والمرتبة الرابعة الوجود الكتابي وهو الوجود الرقمي وهو نسبته إلى الوجود في الخط أو الرقم أو الكتابة ونسبة المعلومات كلها من المحال نسبة واحدة فهذا محال وان كان لا يوجد له عين فله نسبة وجود في اللفظ والخط فما هو معلوم لا يتصف باوجود بوجه وسبب ذلك قوة الوجود الذي هو أصل الأصول وهو الله تعالى إذ به ظهرت هذه المراتب وتعينت هذه الحقائق وبوجوده عرف من يقبل مراتب الوجود كلها ممن لا يقبلها فالاسماء متكلمة بها كانت أو مرقومة ينسحب وجودها على كل معلوم فيتصف ذلك المعلوم بضرب من ضروب الوجود فما في العلم معدوم مطلق العدم ليس له نسبة إلى الوجود بوجه ما هذا ما لا يعقل فافهم هذا الأصل وتحققه ثم أعلم بعد هذا ان حقيقة الخيال المطلق هو المسمى بالعماء الذي هو أول ظرف قبل كينونة الحق ورد في الصحيح انه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أين كان ربنا قبل ان يخلق خلقه قال كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء وانما قال هذا من أجل ان العماء عند العرب هو السحاب الرقيق الذي تحته هواء وفوقه هواء فلما سماه بالعماء أزال ما يسبق إلى فهم العرب من ذلك فنفى عنه الهواء حتى يعلم انه لا يشبهه من كل وجه فهو أول موصوف بكينونة الحق فيه فان الحق على ما أخبر خمس كينونات كينونة في العماء وهو ما ذكرناه وكينونة في العرش وهو قوله وهو الله في السموات وفي الأرض وكينونة عامة وهو مع الموجودات على مراتبها حيثما كانت كما بين ذلك في حقنا فقال "وهو معكم أينما كنتم" وكل هذا النسب بحسب ما يليق بجلاله من غير تكييف ولا تشبيه ولا تصور بل كما تعطيه ذاته وما ينبغي ان ينسب إليها من ذلك لا إله إلا هو العزيز فلا يصل أحد إلى العلم ولا إلى الظفر بحقيقته الحكيم الذي نزل لعباده في كلماته فقرب البعيد في الخطاب لحكمة أرادها تعالى ففتح الله تعالى في 1لك العماء صور كل كا سواه من العالم.
...
المصدر : الفتوحات المكية

المعرفة - الإمام محي الدين بن عربي


المعرفة - الإمام محي الدين بن عربي




اعلم ان المعرفة نعت إلهي لا عين لها في الاسماء الإلهية من لفظها وهي أحدية المكانة لا تطلب إلا الواحد والمعرفة عند القوم بحجة فكل علم لا يحصل إلا عن عمل وتقوى وسلوك فهو معرفة لانه عن كشف محقق لا تدخله الشبه بخلاف العلم الحاصل عن النظر الفكري لا يسلم أبدا من دخول الشبه عليه والحيرة فيه والقدح في الأمر الموصل إليه واعلم انه لا يصح العلم لأحد إلا لمن عرف الأشياء بذاته وكل من عرف شيأ بأمر زائد على ذاته فهو مقلد لذلك الزائد فيما أعطاه وما في الوجود من علم الأشياء بذاته إلا واحد وكل ما سوى ذلك الواحد فعلمه بالأشياء وغير الأشياء تقليد وإذا ثبت انه لا يصح فيما سوى الله العلم بشئ إلا عن تقليد فلنقلد الله ولا سيما في العلم به وانما قلنا لا يصح العلم بأمر ما فيما سوى الله إلا بالتقليد فان الانسان لا يعلم شيئأ إلا بقوة ما من قواه التي أعطاه الله وهي الحواس والعقل فالانسان لا بد ان يقلد حسه فيما يعطيه وقد يغلط وقد يوافق الأمر على ما هو عليه في نفسه أو يقلد عقله فيما يعطيه من ضرورة أو نظر والعقل يقلد الفكر ومنه صحيح وفاسد فيكون علمه بالأمور بالإتفاق فما ثم إلا تقليد وإذا كان الأمر على ما قلناه فينبغي للعاقل إذا أراد ان يعرف الله فليقلده فيما أخبر به عن نفسه في كتبه وعلى ألسنة رسله وإذا أراد ان يعرف الأشياء فلا يعرفها بما تعطيه قوة وليسع بكثرة الطاعات حتى يكون الحق سمعه وبصره وجميع قواه فيعرف الأمور كلها بالله ويعرف الله بالله إذ ولا بد من التقليد وإذا عرف الله بالله والمور كلها بالله لم يدخل عليك في ذلك جهل ولا شبهة ولا شك ولا ريب فقد نبهتك على أمر ما طرق سمعك فان العقلاء من أهل النظر يتخيلون انهم علماء بما أعطالهم النظر والحس والعقل وهم في مقام التقليد لهم وما من قوة إلا لها غلط قد علموه ومع هذا غالطوا انفسهم وفرقوا بين ما يغلط فيه الحس والعقل والفكر وبين ما لا يغلط فيه وما يدريهم لعل الذي جعلوه غلطاً يكون صحيحاً ولا مزيل لهذا الداء العضال إلا من يكون علمه بكل معلوم بالله لا بغيره وهو سبحانه عالم بذاته لا بأمر زائد فلا بد ان تكون انت عالماً بما يعلمه به سبحانه لانك قلتدت من يعلم ولا يجهل ولا يقلد في علمه وكل من يقلد سوى الله فانه قلد من يدخله الغلط وتكون إصابته بالإتفاق فان قيل لنا ومن أين علمت هذا وربما دخل لك الغلط وما تشعر به في هذه التقسيمات وانت فيها مقلد لمن يغلط وهو العقل والفكر قلنا صدقت ولكن لما لم نرى إلا التقليد ترجح عندنا ان نقلد هذا المسمى برسول والمسمى بانه كلام الله وعلمنا عليه تقليداً حتى كان الحق سمعنا وبصرنا فعلمنا الأشياء بالله وعرفنا هذه التقاسيم بالله.
قال صلى الله عليه وسلم : فقال "من عرف نفسه عرف ربه" وقال أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه فجعلك دليلاً على معرفتك به فإما بطريقة ما وصفك بما وصف به نفسه من ذات وصفات وجعله إياك خليفة نائباً عنه في أرضه وإما بما انت عليه من الإفتقار إليه في وجودك وأما الأمر ان معاً.
.....
المصدر : الفتوحات المكية

مناجاة سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه


مناجاة سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه




إِلَهِى أَنَا الْفَقِيرُ فِى غِنَاىَ فَكَيْفَ لاَ أَكُونُ فَقِيرًا فِى فَقْرِى ؟ إِلَهِى أَنَا الْجَاهِلُ فِى عِلْمِى فَكَيْفَ لاَ أَكُونُ جَهُولاً فِى جَهْلِى ؟ إِلَهِى إِنَّ اخْتِلاَفَ تَدْبِيرِكَ وَسُرْعَةَ حُلُولِ مَقَادِيرِكَ مَنَعَا عِبَادَكَ الْعَارِفِينَ بِكَ عَنِ السُّكُونِ إِلَى عَطَاءٍ ، وَالْيَأْسِ مِنْكَ فِى بَلاَءٍ . إِلَهِى مِنِّى مَا يَلِيقُ بِلُؤْمِى ، وَمِنْكَ مَا يَلِيقُ بِكَرَمِكَ . إِلَهِى وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِاللُّطْفِ وَالرَّأْفَةِ بِى قَبْلَ وُجُودِ ضَعْفِى ، أَفَتَمْنَعُنِى مِنْهُمَا بَعْدَ وُجُودِ ضَعْفِى ؟ إِلَهِى إِنْ ظَهَرَتِ الْمَحَاسِنُ مِنِّى فَبِفَضْلِكَ ، وَلَكَ الْمِنَّةُ عَلَىَّ ، وَإِنْ ظَهَرَتِ الْمَسَاوِئُ فَبِعَدْلِكَ وَلَكَ الْحُجَّةُ عَلَىَّ. إِلَهِى كَيْفَ تَكِِلُنِى إِلَى نَفْسِى وَقَدْ تَوَكَّلْتَ لِى ، وَكَيْفَ أُضَامُ وَأَنْتَ النَّاصِرُ لِى ، أَمْ كَيْفَ أَخِيبُ وَأَنْتَ الِحَفِىُّ بِى ؟ هَا أَنَا أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِفَقْرِى إِلَيْكَ ، وَكَيْفَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِمَا هُوَ مُحَالٌ أَنْ يَصِلَ إِلَيْكَ ؟ أَمْ كَيْفَ أَشْكُو إِلَيْكَ حَالِى وَهِىَ لاَ تَخْفَى عَلَيْكَ ؟ أَمْ كَيْفَ أُتَرْجِمُ لَكَ بِمَقَالِى وَهُوَ مِنْكَ بَرَزَ إِلَيْكَ ؟ أَمْ كَيْفَ تَخِيبُ آَمَالِى وَهِىَ قَدْ وَفَدَتْ إِلَيْكَ ؟ أَمْ كَيْفَ لاَ تَحْسُنُ أَحْوَالِى وَبِكَ قَامَتْ وَإِلَيْكَ ؟ إِلَهِى مَا أَلْطَفَكَ بِى مَعَ عَظِيمِ جَهْلِى ، وَمَا أَرْحَمَكَ بِى مَعَ قَبِيحِ فِعْلِى ، إِلَهِى مَا أَقْرَبَكَ مِنِّى وَمَا أَبْعَدَنِى عَنْكَ ، إِلَهِى مَا أَرْأَفَكَ بِى ! فَمَا الَّذِى يَحْجُبُنِى عَنْكَ ؟ إِلَهِى قَدْ عَلِمْتُ بِاخْتِلاَفِ الآَثَارِ وَتَنَقُّلاَتِ الأَطْوَارِ أَنَّ مُرَادَكَ مِنِّى أَنْ تَتَعَرَّفَ إِلَىَّ فِى كُلِّ شَىْءٍ حَتَّى لاَ أَجْهَلَكَ فِى شَىْءٍ . إِلَهِى كُلَّمَا أَخْرَسَنِى لُؤْمِى أَنْطَقَنِى كَرَمُكَ وَكُلَّمَا آيَسَتْنِى أَوْصَافِى أَطْمَعَتْنِى مِنَّتُكَ . إِلَهِى مَنْ كَانَتْ مَحَاسِنُهُ مَسَاوِىَ فَكَيْفَ لاَ تَكُونُ مَسَاوِيهِ مَسَاوِىَ ؟ وَمَنْ كَانَتْ حَقَائِقُهُ دَعَاوِىَ فَكَيْفَ لاَ تَكُونُ دَعَاوِيهِ دَعَاوِىَ ؟ إِلَهِى حُكْمُكَ النَّافِذُ وَمَشِيئَتُكَ الْقَاهِرَةُ لَمْ يَتْرُكَا لِذِى مَقَالٍ مَقَالاً ، وَلاَ لِذِى حَالٍ حَالاً . إِلَهِى كَمْ مِنْ طَاعَةٍ بَنَيْتُهَا وَحَالَةٍ شَيَّدْتُهَا هَدَمَ اعْتِمَادِى عَلَيْهَا عَدْلُكَ ، بَلْ أَقَالَنِى مِنْهَا فَضْلُكَ . إِلَهِى أَنْتَ تَعْلَمُ وَإِنْ لَمْ تَدُمِ الطَّاعَةُ مِنِّى فِعْلاً جَزْمًا فَقَدْ دَامَتْ مَحَبَّةً وَعَزْمًا . إِلَهِى كَيْفَ أَعْزِمُ وَأَنْتَ الْقَاهِرُ ؟ وَكَيْفَ لاَ أَعْزِمُ وَأَنْتَ الآَمِرُ ؟ إِلَهِى تَرَدُّدِى فِى الآَثَارِ يُوجِبُ بُعْدَ الْمَزَارِ فَاجْمَعْنِى عَلَيْكَ بِخِدْمَةٍ تُوصِلُنِى إِلَيْكَ . إِلَهِى كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِمَا هُوَ فِى وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ إِلَيْكَ ؟ أَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ مَا لَيْسَ لَكَ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرُ لَكَ ؟ مَتَى غِبْتَ حَتَّى تَحْتَاجَ إِلَى دَلِيلٍ يَدُلُّ عَلَيْكَ ؟ وَمَتَى بَعُدْتَ حَتَّى تَكُونَ الآَثَارُ هِىَ الَّتِى تُوصِلُ إِلَيْكَ ؟ إِلَهِى عَمِيَتْ عَيْنٌ لاَ تَرَاكَ عَلَيْهَا رَقِيبًا ، وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْدٍ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ نَصِيبًا . إِلَهِى أَمَرْتَ بِالرُّجُوعِ إِلَى الآَثَارِ فَارْجِعْنِى إِلَيْهَا بِكُسْوَةِ الأَنْوَارِ وَهِدَايَةِ الاسْتِبْصَارِ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْتُ إِلَيْكَ مِنْهَا مَصُونَ السِّرِّ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهَا ، وَمَرْفُوعَ الْهِمَّةِ عَنِ الاعْتِمَادِ عَلَيْهَا ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ . إِلَهِى هَذَا ذُلِّى ظَاهِرٌ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَهَذَا حَالِى لاَ يَخْفَى عَلَيْكَ ، مِنْكَ أَطْلُبُ الْوُصُولَ إِلَيْكَ ، وَبِكَ أَسْتَدِلُّ عَلَيْكَ ، فَاهْدِنِى بِنُورِكَ إِلَيْكَ ، وَأَقِمْنِى بِصِدْقِ الْعُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ . إِلَهِى عَلِّمْنِى مِنْ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ ، وَصُنِّى بِسِرِّ اسْمِكَ الْمَصُونِ . إِلَهِى حَقِّقْنِى بِحَقَائِقِ أَهْلِ الْقُرْبِ ، وَاسْلُكْ بِى مَسَالِكَ أَهْلِ الْجَذْبِ . إِلَهِى أَغْنِنِى بِتَدْبِيرِكَ عَنْ تَدْبِيرِى ، وَبِاخْتِيَارِكَ لِى عَنِ اخْتِيَارِى ، وَأَوْقِفْنِى عَلَى مَرَاكِزِ اضْطِرَارِى . إِلَهِى أَخْرِجْنِى مِنْ ذُلِّ نَفْسِى ، وَطَهِّرْنِى مِنْ شَكِّى وَشِرْكِى قَبْلَ حُلُولِ رَمْسِى . بِكَ أَسْتَنْصِرُ فَانْصُرْنِى ، وَعَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ فَلاَ تَكِلْنِى وَإِيَّاكَ أَسْأَلُ فَلاَ تُخَيِّبْنِى ، وَفِى فَضْلِكَ أَرْغَبُ فَلاَ تَحْرِمْنِى ، وَلِجَنَابِكَ أَنْتَسِبُ فَلاَ تُبْعِدْنِى ، وَبِبَابِكَ أَقِفُ فَلاَ تَطْرُدْنِى . إِلَهِى تَقَدَّسَ رِضَاكَ عَنْ أَنْ تَكُونَ لَهُ عِلَّةٌ مِنْكَ ، فَكَيْفَ تَكُونُ لَهُ عِلَّةٌ مِنِّى ؟ أَنْتَ الْغَنِىُّ بِذَاتِكَ عَنْ أَنْ يَصِلَ إِلَيْكَ النَّفْعُ مِنْكَ فَكَيْفَ لاَ تَكُونُ غَنِيًّا عَنِّى ؟ إِلَهِى إِنَّ الْقَضَاءَ وَالْقَدَرَ غَلَبَنِى وَإِنَّ الْهَوَى بِوَثَائِقِ الشَّهْوَةِ أَسَرَنِى ، فَكُنْ أَنْتَ النَّصِيرَ لِى حَتَّى تَنْصُرَنِى وَتَنْصُرَ بِى ، وَأَغْنِنِى بِفَضْلِكَ حَتَّى أَسْتَغْنِىَ بِكَ عَنْ طَلَبِى . أَنْتَ الَّذِى أَشْرَقْتَ الأَنْوَارَ فِى قُلُوبِ أَوْلِيَائِكَ حَتَّى عَرَفُوكَ وَوَحَّدُوكَ ، وَأَنْتَ الَّذِى أَزَلْتَ الأَغْيَارَ مِنْ قُلُوبِ أَحْبَابِكَ حَتَّى لَمْ يُحِبُّوا سِوَاكَ وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى غَيْرِكَ ، أَنْتَ الْمُؤْنِسُ لَهُمْ حَيْثُ أَوْحَشَتْهُمُ الْعَوَالِمُ ، وَأَنْتَ الَّذِى هَدَيْتَهُمْ حَتَّى اسْتَبَانَتْ لَهُمُ الْمَعَالِمُ . مَاذَا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ ؟ وَمَا الَّذِى فَقَدَ مَنْ وَجَدَكَ ؟ لَقَدْ خَابَ مَنْ رَضِىَ دُونَكَ بَدَلاً ، وَلَقَدْ خَسِرَ مَنْ بَغَى عَنْكَ مُتَحَوَّلاً . إِلَهِى كَيْفَ يُرْجَى سِوَاكَ وَأَنْتَ مَا قَطَعْتَ الإِحْسَانَ ؟ وَكَيْفَ يُطْلَبُ مِنْ غَيْرِكَ وَأَنْتَ مَا بَدَّلْتَ عَادَةَ الامْتِنَانِ ؟ يَا مَنْ أَذَاقَ أَحِبَّاءَهُ حَلاَوَةَ مُؤَانَسَتِهِ فَقَامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مُتَمَلِّقِينَ ، وَيَا مَنْ أَلْبَسَ أَوْلِيَاءَهُ مَلاَبِسَ هَيْبَتِهِ فَقَامُوا بِعِزَّتِهِ مُسْتَعِزِّينَ . أَنْتَ الذَّاكِرُ مِنْ قَبْلِ الذَّاكِرِينَ ، وَأَنْتَ الْبَادِئُ بِالإِحْسَانِ مِنْ قَبْلِ تَوَجُّهِ الْعَابِدِينَ ، وَأَنْتَ الْجَوَّادُ بِالْعَطَاءِ مِنْ قَبْلِ طَلَبِ الطَّالِبِينَ ، وَأَنْتَ الْوَهَّابُ ثُمَّ أَنْتَ لِمَا وَهَبْتَنَا مِنَ الْمُسْتَقْرِضِينَ . إِلَهِى اطْلُبْنِى بِرَحْمَتِكَ حَتَّى أَصِلَ إِلَيْكَ ، وَاجْذِبْنِى بِمِنَّتِكَ حَتَّى أُقْبِلَ عَلَيْكَ . إِلَهِى إِنَّ رَجَائِى لاَ يَنْقَطِعُ عَنْكَ وَإِنْ عَصَيْتُكَ ، كَمَا أَنَّ خَوْفِى لاَ يُزَايِلُنِى وَإِنْ أَطَعْتُكَ . إِلَهِى قَدْ دَفَعَتْنِى الْعَوَالِمُ إِلَيْكَ ، وَقَدْ أَوْقَفَنِى عِلْمِى بِكَرَمِكَ عَلَيْكَ . إِلَهِى كَيْفَ أَخِيبُ وَأَنْتَ أَمَلِى ؟ أَمْ كَيْفَ أُهَانُ وَعَلَيْكَ مُتَّكَلِى ؟ إِلَهِى كَيْفَ أَسْتَعِزُّ وَأَنْتَ فِى الذِّلَّةِ أَرْكَزْتَنِى ؟ أَمْ كَيْفَ لاَ أَسْتَعِزُّ وَإِلَيْكَ نَسَبْتَنِى ؟ أَمْ كَيْفَ لاَ أَفْتَقِرُ وَأَنْتَ الَّذِى فِى الْفَقْرِ أَقَمْتَنِى ؟ أَمْ كَيْفَ أَفْتَقِرُ وَأَنْتَ الَّذِى بِجُودِكَ أَغْنَيْتَنِى ؟ أَنْتَ الَّذِى لاَ إِلَهَ غَيْرُكَ تَعَرَّفْتَ لِكُلِّ شَىْءٍ فَمَا جَهِلَكَ شَىْءٌ ، وَأَنْتَ الَّذِى تَعَرَّفْتَ إِلَىَّ فِى كُلِّ شَىْءٍ فَرَأَيْتُكَ ظَاهِرًا فِى كُلِّ شَىْءٍ فَأَنْتَ الظَّاهِرُ لِكُلِّ شَىْءٍ . يَا مَنِ اسْتَوَى بِرَحْمَانِيَّتِهِ عَلَى عَرْشِهِ فَصَارَ الْعَرْشُ غَيْبًا فِى رَحْمَانِيَّتِهِ كَمَا صَارَتِ الْعَوَالِمُ غَيْبًا فِى عَرْشِهِ . مَحَقْتَ الآَثَارَ بِالآَثَارِ ، وَمَحَوْتَ الأَغْيَارَ بِمُحِيطَاتِ أَفْلاَكِ الأَنْوَارِ ، يَا مَنِ احْتَجَبَ فِى سُرَادِقَاتِ عِزِّهِ عَنْ أَنْ تُدْرِكَهُ الأَبْصَارُ ، يَا مَنْ تَجَلَّى بِكَمَالِ بَهَائِهِ فَتَحَقَّقَتْ عَظَمَتَهُ الأَسْرَارُ . كَيْفَ تَخْفَى وَأَنْتَ الظَّاهِرُ ؟ أَمْ كَيْفَ تَغِيبُ وَأَنْتَ الرَّقِيبُ الْحَاضِرُ ؟

الأربعاء، 1 مايو 2019

أهل البدايات وأهل النهايات


أهل البدايات وأهل النهايات

( سيدي علي الجمل )



 (اعلم أن تنوير الظاهر، ضامن لإيجاد مواهب العمل، وهو سبب في تظليم البواطن، وكذلك العكس: تنوير البواطن ضامن لإيجاد مواهب العلم وهو السبب في تظليم الظواهر، وإلا فتنوير الظواهر حتمًا لا يكون إلا على قدر تظليم البواطن، وكذلك العكس: تنوير البواطن حتمًا لا يكون إلا على قدر تظليم الظواهر، وهذا القياس يحكم به على أهل البدايات. وأما أهل النهايات الذين استوى نفعهم بالظلمات والنور، وهم الذين صاروا عبيدًا لله في جميع الحالات حقًا، فهؤلاء لا ينكرون ظلمة ولا نورًا، ولا يفرحون لنور ولا يحزنون لظلمة، وإنما فرحهم بخالق النور والظلمة، قد امتحت نفوسهم بشهود مولاهم، بحيث صارت إرادتهم هي إرادة مولاهم وأفعالهم هي أفعال مولاهم وأقوالهم هي أقوال مولاهم، إذا قاموا قاموا بالله، وإذا قعدوا عدوا بالله، وإذا ناموا نامْوا بالله، وإذا استيقظوا استيقظوا بالله، وإذا تحركوا تحركوا بالله. ومفتاح هذه المنزلة العظمى هي كثرة المرافقة لأهل الله وكثرة النظر إليهم والتخلق بأخلاقهم، يكون ذلك استعمالًا حتى يصير حقيقة. أولًا تفنى فيهم عن نفسك، ثم بعد ذلك تفنى في مولاهم عنهم وعن أنفسهم، ومن لا فناء له في أولياء الله لا فناء له في الله. جرت عادة الله في خلقه أنه ما أفلح من أفلح إلا بصحبة من أفلح )، وقال: (اعلم أن جمال الحقيقة في مقام النهاية، أساسه هو جلال الشريعة في مقام البداية. كما أن جلال الشريعة في مقام نهاية النهايات، أساسه هو جمال الحقيقة في مقام النهايات: أي على قدر ما يأخذ المريد من جلال الشريعة في البدايات، على قدر ذلك يأخذ من جمال الحقيقة في النهايات وعلى قدر ما يأخذ من جمال الحقيقة في النهايات على قدر ما يأخذ من جلال الشريعة في نهاية النهايات. ومن لا جلال له في بدايته لا جمال له في نهايته، كما أن من لا جمال له في نهايته لا جلال له في نهاية نهايته، يقول صاحب القوانين في هذا المعنى: من ادعى شهود الجمال قبل تأدبه بالجلال ارفضه فإنه دجال )، وقال: (اعلم مبتدئ بدايته على أصلها، أفضل من منتهي خصوصيته لا أصل لها )، وقال: (اعلم أن البدايات إذا لم تكن على شبه النهايات فهي فساد، وذلك لأن النهايات حتمًا لا تكون على شبه البدايات، وإذا كانت البدايات فسادًا وخرابًا على كل حال تكون النهايات مثلها، فلذلك وجب على الشيخ: أول ما يباشر به المريد ينزله في منازل أهل النهايات كما قال في الحكم: « من أشرقت بدايته أشرقت نهايته ». وقولنا ينزله في منازل أهل النهايات يعني بذلك الاعتدال والتوسط في الأمور كلها لقوله : « أفضل الأمور أوسطها »، والتوسط في الأمور هي منزلته  ومنزلة الصحابة كلهم والخلفاء الراشدين والتابعين وتابع التابعين والسالكين على منهجهم من خاصة العارفين رضي الله عنهم أجمعين. العارف: أول ما يأمر به المريد، التوسط في العمل والسير على السنة والجماعة، لأن السنة بها تكون البدايات وإليها تكون النهايات، لأنه إذا أمره بكثرة العمل يعظم خوفه وذلك هو التعطيل، وإذا أمره بقلة العمل يعظم رجاؤه وذلك أيضًا تعطيل، وإذا أمره بالسير على قواعد السنة يحصل التوسط والاعتدال في الرجاء والخوف وذلك هو المطلوب في البدايات وهو المقصود في النهايات، لأن الباطن سائر على سير الظاهر، كما أن الظاهر سائر على سير الباطن. على قدر تقوية أفعال الظواهر يتقوى الخوف وبالعكس، على قدر تقوية الباطن يتقوى الرجاء وبالعكس ).
...
المصدر : كتاب سيدي علي الجمل

الظل فى الاصطلاح الصوفى


الظل فى الاصطلاح الصوفى


الظل فى الاصطلاح الصوفى فيعنى أمرين :
1- الظل : كل ما سوى اللَّه من أعيان الكائنات ، وذلك من وجهين :
الوجه الأول : هو أنه لما لم يكن لشئ من الكائنات استقلال بنفسه لاستحالة وجود ما سوى الحق تعالى بذاته ، صارت الكائنات ظلا لله من حيث أن الظل لا تحرك له إلا بحركة صاحبه ، ولا حقيقة له ولا صورة ولا ذات ، إلا بحسب ما ينبعث عن الشئ الذى هو ظل له ، فهكذا من شهد الحقيقة ، فإنه يرى الكائنات ظلا لا تستطيع لنفسها نفعا ولا ضرا ولا موتا ، ولا حياتا ولا نشورا .

الوجه الثانى : هو أنه لما كانت حقيقة الظل ، إنما هو عدم النور الشمسى أو غيره فى بقعة ما لساتر ما صارت الكائنات ظلا بهذا المعنى ، لأن حقيقة الظل لا ترجع إلى شئ فى نفسه ، بل إنما تتعين بالنور فكذلك كل ما سوى اللَّه تعالى ، ليس هو شيئا فى نفسه، إنما هو شئ بربه ، فهو أعنى الظل المشار به إلى ما سوى اللَّه تعالى ، ما يحصل من انبساط النور الإلهى على أعيان من الأعيان الممكنات التى ليست نورا فى نفسها ، وقد يظهر الظل الذى هو ظلمة محضة ، لأنه ليس يظهر إلا بانبساط النور ، ولا هو نور محض.

وقال الكاشانى : ( الظل هو الوجود الإضافى الظاهر بتعينات الأعيان الممكنة وأحكامها، التى هى معدومات ظهرت باسمه النور الذى هو الوجود الخارجى المنسوب إليها ، فيستر ظلمة عدميتها النور الظاهر بصورها صار ظلا لظهور الظل بالنور وعدميته فى نفسه ، قال اللَّه تعالى : ( أَلَمْ تَرَى إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ) [الفرقان/45] ، أى بسط الوجود الإضافى على الممكنات ، فالظلمة بإزاء هذا النور هو العدم ، وكل ظلمة فهى عبارة عن عدم النور ، ولهذا سمى الكفر ظلمة لعدم نور الإيمان من قلب الإنسان ، الذى من شأنه أن يتنور به ، قال تعالى : (اللَّهُ وَليُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) [البقرة/257] ).

2- الظل : يعنى وجود الراحة خلف الحجاب ، وهذا من باب إطلاق الملزوم وإرادة اللازم ، فإنه قد أطلق الظل ، وأراد الراحة التى يجدها المستظل به ، فإذا كانت السبحات الذاتية محترقة ، فالحجاب الذى يمنع سوايتها كظل يعطى الراحة، وهو تفسير صوفى لحديث أبي موسى الأشعرى رضى اللَّه عنه ، قال : قام فينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بخمس كلمات وذكر منها .. حجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ، ما انتهى إليه بصره من خلقه )، فسبحات وجه اللَّه كالشمس المحرقة ، والحجاب هو الظل المريح .

وربما أطلق الصوفية اصطلاح ظل الإله ، وأرادوا الإنسان الكامل ، يقول ابن عربى : (السلطان ظل اللَّه فى الأرض ، فالظل لا محالة تابع لمن هو ظله .. فإن اللَّه حجب الجميع عنه ، وما ظهر إلا للإنسان الكامل الذى هو ظله الممدود ، وعرشه المحدود ، وبيته المقصود ، الموصوف بكمال الوجود .. فجعل الإنسان الكامل خليفة عن الإنسان الكل الكبير يقصد اللَّه عز وجل ، الذى هو ظل اللَّه فى خلقه من خلقه ، فعن ذلك هو خليفة ، ولذلك هم خلفاء عن مستخلف واحد فهم ظلاله .. فأول مفتاح فتح اللَّه به ، مفتاح غيب الإنسان الكامل ، الذى هو ظل اللَّه فى كل ما سوى اللَّه .

الاتصال فى الاصطلاح الصوفى


الاتصال فى الاصطلاح الصوفى   




مصطلح الاتصال فى عرف الصوفية أو الواصل ، موضوع على معنى تجيزه الأصول القرآنية والنبوية ، وإن لم يرد  اللفظ  فى  القرآن  والسنة  على  المعنى الصوفى ، فالواصل عندهم ، هو من كان على صلة بربه ، فلا يرى بسره معنى التعظيم غيره ، ولا يسمع الأمر إلا منه (4) ، وهذا معنى شرعى محمود ، ثابت بمجمل الأصول الداعية إلى صلة العبد بربه .
 وروى عن يحى بن معاذ الرازى (ت:258هـ) أنه قال عن الواصل : ( من لم يعم عينه عن النظر إلى ما تحت العرش ، لم يصل إلى ما فوق العرش ).
   يعنى لم يلحق ما فاته من مراقبة الذى خلق العرش ، وكلامه يدل على الدعوة إلى التعلق بالله ، وترك ما سواه ومثله وعن أبى يزيد البسطامى (ت:261هـ) قال : ( الواصلون فى ثلاثة أحرف ، همهم فى اللَّه وشغلهم فى اللَّه ، ورجوعهم إلى اللَّه )، وينسب إلى أبى بكر الشبلى (ت:334هـ) أنه قال فى إظهار معنى التواضع لمن جاهد فى الوصول إلى الإيمان بربه ، من خلال المراقبة والصدق مع  الله : ( من  زعم  أنه  واصل ، فليس له  حاصل ، وسبب الحرمان من الوصول والاتصال،  انعدام المراقبة )، وروى أيضا عن عبد الله بن خفيف الشيرازى (ت:371هـ) أنه قال : ( الواصل، من اتصل بمحبوبه دون كل شئ سواه وغاب عن كل شئ سواه ) ، ويذكر الكلاباذى (ت:380هـ) فى معنى الاتصال عند الصوفية ، أن ينفصل العبد بسره عما سوى اللَّه.
ويرون كما سبق أن الاتصال يوجب الافتقار فيه ، فلا يظن العبد أنه قد وصل وإلا فليتقين أنه انفصل.
  والاتصال بالمعنى الصوفي ، وإن كان قائما فى بدايته على أصول القرآن والسنة التى دعت إلى دوام مراقبة اللَّه عز وجل ، ومتانة الصلة بين العبد وربه ، وأداء العبودية لله على وجه الكمال ، إلا أنه أخذ بمعنى آخر ، فعند الحلاج ، الاتصال يؤدى إلى مفارقة الشريعه ، واعتقادها هوسا كما قال : ( اعلم أن العبد قائم على بساط الشريعة ما لم يصل إلى التوحيد ، فإذا وصل إليه سقطت من عينه وصارت عنده هوسا ) ، والاتصال عند ابن عربى وتلاميذ مدرسته أخذ على معنى ملاحظة العبد عينه ، متصلا بالوجود الأحدى ، بقطع  النظر  عن  تقيد وجوده بعينه وإسقاط إضافته إليه ، فيرى اتصال مدد الوجود ونفس الرحمن إليه على الدوام بلا انقطاع، حتى يبقى موجودا به، ويرى عبد الكريم الجيلى أن الاتصال فى دوام الوصلة بلا انقطاع ، ولا فتور حيث تتواتر تجليات الحق تعالى على العبد فى هذا المشهد ، من غير رجوع إلى النفس فالوصال هو لحوق العبد بالله تعالى.

الثلاثاء، 30 أبريل 2019

الحب صبغتهم والقرب غايتهم


الحب صبغتهم والقرب غايتهم 



محبة الله ورسوله فريضة على كل مسلم ومسلمة، إذ هي من لوازم الإيمان وأسسه، والمحبة السليمة والصحيحة تقوم على المعرفة بالعقل والقلب معًا وعلى الموافقة بين المحب والمحبوب، ثم إن المحبة في ذاتها على مراتب ودرجات:

(1) منها (محبة عامة الناس): وهي التي تتولد من إحسان الله تعالى لعباده وعطفه عليهم.

(2) وأعلى من هذه الدرجة (محبة الصادقين): وهي التي تتولد من غنى القلب بعظمة الله وجلاله.

(3) وأسمى هذه الدرجات (محبة العارفين): وذلك حين يتعرف القلب بقديم حب الله من غير علة.

وثمة أمر آخر، ألا وهو أن محبة الله ومحبة رسوله كل لا يتجزأ، وليس بينهما مسافة تسمح بمرور شعرة دقيقة، إذا ما ذكرت عبارة (حب الله) فهي تعني لزامًا (حب رسوله)، وإذا ذكرت عبارة (حب النبي) > فهي تعني تضمنًا (حب الله)، لأن محبة النبي > هي مظهر محبة الله ومحبة الله أساس محبة النبي >.

وعلى هذا ليس مسلمًا قط من قال: إنه يحب الله دون الرسول، أو العكس فمثله كمثل من قال: (لا إله إلا الله) ولم يتبعها بـ (محمد رسول الله).

وليعلم الناس أن دوام الحب (أي حب) وإثماره رهين بأن يكون لله والرسول، فمحبة الله هي الأصل، ومحبة الناس > هي الفرع الأعظم الذي تتفرع منه سائر المحاب.

ذلك أن سيدنا ونبينا محمدًا > هو الواسطة العظمى بين الله وجميع مخلوقاته، فقد جاء في الحديث القدسي قول الله تبارك وتعالى:

(وعزتي وجلالي لو أتوني من كل طريق واستفتحوا من كل باب ما فتحت لهم حتى يدخلوا من طريقك).

إذن، كل من يدعي محبة الله بغير واسطة سيدنا محمد >، فهو كاذب الدعوى، سواء أكان من المسلمين أم من غير المسلمين، وما أصدق قول العالم الصوفي الكبير السيد (محمد البكري) في هذا المعنى:

فأنت باب الله أي امرئ
أتاه من غيرك لا يدخل


وإننا نجزم بأن المعرفة هي أوسع أبواب الحب، إذ كيف يحب الإنسان ما يجهله، فبعض الفئات الغير مسلمة مثلًا يدعون أنهم يحبون الله، وما أحبوه طرفة عين! وكيف يحبون ما يجهلون؟، لقد جهلوا أو تجاهلوا أن الله الذي أرسل (عيسى) — هو الذي أرسل محمدًا >، فلم يؤمنوا به > وكان ذلك جهلًا منهم بربهم، فتخبطوا في أمره، ولعب بهم الشيطان كما يلعب الصبي بالدمى، فقالوا أن الله هو المسيح ابن مريم، وقالوا إنه ثالث ثلاثة، وادعوا له صاحبةً وولدًا، فعبدوا ربًا يموت ويصلب ويعذب !!

ومما يحزن له القلب ويعجب منه العقل، أن تجد بين المسلمين فرقًا وجماعات تدعي الإسلام، وهي في حقيقتها خارجة عن صفوف الحق منتسبة إلى أهل الأهواء والبدع، يكاد يجمع بينها (على اختلاف مذاهبها وتباينها الشديد) أمر واحد، بحسب ظني بل بحسب اعتقادي، نقص محبتهم للنبي >، ولو أنهم أحبوه لكانت محبته عصمة لهم من الزيغ والانحراف، لأن «المرء على دين خليله» كما قال المصطفى > ([1]).

نعم ... (إن الحب جوهر الحياة ... إن الحب يولد في النفوس طاقة لا تعدلها طاقة أخرى في الكون ولا تقاربها) ([2]).

وإذا كان الحب شعورًا إنسانيًا يستقر في القلب بعد العقل، وإذا كان الصوفية أرباب العقول وأهل القلوب، كان من الطبيعي بل من اللازم أن يكون احتفاؤهم بموضوع (الحب) احتفاءً بالغًا، بل إنهم تفننوا في وصفه وبيانه، فالحب عند هؤلاء السادة أعلى مراتب الإيمان، وفي هذا يقول شاعرهم:

وأحسن حالة الإنسان صدق
وأكمل وصفه حاب وباء


والحب هو: الخصيصة المميزة للسالك الصوفي، فهو يحب الله وبالتالي:

يحب خلق الله، فهو يحبهم بحب ربهم، وهو بحكم حبه لهم ؛ يسعى في خيرهم وبرهم.

ولكن ... ليس الحب مجرد وصف لا دليل عليه، فالذين ادعوا محبة الله طولبوا بالدليل: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾([3]).

فظن بعض المتعالمين: (ممن لا يرون إلا تحت أقدامهم) أن المحبة أمر هين، وحسبهم في التحلي بها أن يتبعوا النبي > في إطلاق اللحية ولبس القصير من الثياب البيض وما إلى ذلك من سنن ظاهرة، فظنوا ذلك إتباعًا، فغابت عنهم حقيقة الاتباع.

ألا فليعلم هؤلاء وسواهم أن الإتباع أعلى مراتب الحب، ولن يصل إليه العبد إلا إذا امتلأ قلبه بالحب، وانصبغ بصبغة محبوبه، حينئذ يغدو الإتباع خلقًا


تلقائيًا يجئ بلا تكلف ولا مشقة.

وما أعدل كلام القطب الصوفي الكبير (أبي الحسن الشاذلي) وما أشد صوابه يوم قال:

رأيت رسول الله > فقلت: يا رسول الله، ما حقيقة المتابعة؟

(فقال > : رؤية المتبوع عند كل شيء، ومع كل شيء، وفي كل شيء) ويؤيد مقالته هذه، قصة الصحابي الجليل الذي جاء النبي > (فيما روته أم المؤمنين السيدة عائشة رضا الله عنها) فقال:

يا رسول الله، إنك لأحب إليَّ من نفسي، وأحب إليَّ من أهلي، وأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت ألا أراك، ... فلم يرد عليه النبي > حتى نزل جبريل — بهذه الآية:

﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾([4]).

لقد كانت إجابة القرآن الكريم: بذكر (الطاعة) إجابة على سؤال الصحابي } في مسألة (الحب)، فدل ذلك على أن الطاعة هي الثمرة الطبيعية للحب والنتيجة اللازمة عنه.

وقد بين هذه الحقيقة سيدنا الإمام (عبد الله بن المبارك) } حين قال فيما ينسب إليه من شعر:

تعصي الإله وأنت تزعم حبه
هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقًا لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع

من هذا المنطلق النبوي الراسخ، شيد السادة الصوفية للحب المدارس التي بأروقتها يعلو منسوب الحب، وبعيدًا عنها يقل وينضب، شيدوها ونصب أعينهم وفي بؤرة ذاكرتهم قول محبوبهم > : «يا أبا بكر ليت أني لقيت إخواني فإني أحبهم، الذي لم يروني وصدقوني وأحبوني حتى أني لأحب إلى أحدهم من والده وولده» ([5])، وقوله > : «يا أبا الدرداء، أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنًا، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلمًا، واعمل بفرائض الله تكن عابدًا، وارض بقسم الله تكن زاهدًا» ([6]).

ولم تغب عنهم أبدًا مشاهدة حياة الآل الأطهار والصحب الأبرار فاتخذوها نبراسًا للاهتداء ومرجعًا في الاقتداء، وهاك نماذج من سيرهم الوضيئة وعباراتهم النيرة في عوالم الحب وآفاقه:

(1) دخل أبو إدريس الخولاني مسجد دمشق، فإذا فتى براق الثنايا، وإذا الناس حوله، يقول: فسألت عنه، فقيل: هذا معاذ بن جبل }، فلما كان من الغد بكرت إلى المسجد فوجدته قد سبقني يصلي، فلما كان قضى صلاته، سلمت عليه، ثم قلت له: والله إني لأحبك، فقال: آ الله، فقلت: آ الله، فجذبني إليه وقال لي: أبشر، فإني قد سمعت رسول الله > يقول:

«قال الله تعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في والمتزاورين في، والمتباذلين في» ([7]).

نعم، تلك منة إلهية تستوجب الشكر والحمد، فلله الحمد أن جعل محبة الإخوان سبيلًا لنيل محبته، وعظيم عنايته، فقد أخرج (مسلم) في صحيحه عن (أبي هريرة) } قال: قال (رسول الله) > :

«إن لله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظللهم في ظللي يوم لا ظل إلا ظلي».

لقد أعلى الله سبحانه وتعالى قدر المحبة فوق كل ما سواها، وما أجمل الحب في الله وعلى الله وبالله، بل ما أجمل الحب إذ يكون لرسول الله، أليس المرء مع من أحب، كما قال سيد الخلق > ؟ ([8])

فلعمري، أي عمل يرفع صاحبه إلى هذه الرتبة سوى الحب ؟!.

(2) وهذا (عثمان بن مظعون) وكان ممن غلبت عليه المحبة، عندما توفى } أقبل إليه (رسول الله) > فكشف عن وجهه، وقبل جبينه، ثم سقطت الدموع من عيني الحبيب الأعظم > على وجه (عثمان)، فلما رأت زوجته هذا المشهد المبهر، قالت: هنيئًا لك يا أبا السائب الجنة، فقال > : «وما علمك بذلك؟ قالت: كان يا رسول الله يصوم النهار ويقوم الليل، قال: بحسبك لو قلت كان يحب الله ورسوله» ([9]).

ألا يعني هذا أن الحب مقام يعلو على سائر المقامات بالغًا ما بلغت؟ بلى، إن هذا لهو الحق.

(3) لقد أحب الله أهل بدر محبةً كانت سببًا في أن يغفر سبحانه لهم كل ما اقترفوه أو ما سيقترفونه، وفي هذا يقول النبي > لسيدنا عمر } :

«وما يدريك لعل الله اطَّلَعَ إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفر لكم» ([10]).

(4) ولقد أحب رسول الله > عثمان بن عفان } إذ أنفق من ماله في سبيل الله بغير حساب، فجهز بمفرده جيش العسرة، فكان النبي > يقلب


الذهب الذي وضعه سيدنا عثمان في حجره ويقول: «ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم» ([11]).

أجل، لقد أدرك العارفون من الصوفية هذه الحقيقة الباهرة، فعبروا عنها بلسان أحدهم وهو (يحيى بن معاذ الرازي) حين قال:

(إن الله رضى عن قوم فغفر لهم السيئات، وغضب على قوم فلم يقبل منهم الحسنات).

وكان القطب الكبير والصوفي الشهير (أبو الحسن الشاذلي) يقول في دعائه:
(اللهم اجعلنا سيئاتنا سيئات من أحببت، ولا تجعل حسناتنا حسنات من أبغضت، فالإحسان لا ينفع مع البغض منك، والإساءة لا تضر مع الحب منك) ...

(5) إن الذي يتتبع آثار (المحبة) فيما أمر به الشارع ليرى عجبًا من أمرها، حتى إن الرجل ليحب أخاه في الله، فيحبهما الله، ويرفعهما مكانًا عليًا، ويجلسهما على منابر من نور، يغبطهم عليها النبيون والشهداء يوم القيامة ([12]).

فيا ليت شعري، أي سر أطلقه الله في الكون فجعل حملته من أهل الحب هم أهل الله وأحبابه، والمجافون عنه هم أبعد الناس عن رحماته ؟!

(والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) ([13])، وعندها سيفشو الحب ويعم الوئام (فإذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه) ([14]).


وهذا رجل كان عند رسول الله >، فمر رجل به فقال:

«يا رسول الله إني لأحب هذا لله تعالى، فقال له النبي > : أ أعلمته؟ قال: لا، قال > : أعلمه، فلحقه فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الذي أحببتني له» ([15]).

(6) ولعلك أخي القارئ تسائلني عن معنى الحب وأرقى مراتبه، وها أنذا أجلي لك معنى الحب الإلهي الذي هو أجل مراتب الحب، من خلال أقوال بليغة لسادتنا الصوفية، منها:

قول الحارث المحاسبي: (ميلك إلى الشيء بكلك، ثم إيثارك له على نفسك وروحك ومالك، ثم موافقتك له سرًا وجهرًا ثم علمك بتقصيرك في حبك)، ومنها قول الشبلي: (سميت المحبة لأنها تمحو من القلب ما سوى المحبوب)، وقول يحيى بن معاذ: (المحبة ما لا ينقص بالجفاء ولا يزيد بالبر)، وقول أبي عبد الله القرشي:
(حقيقة المحبة أن تهب كلك لمن أحببت، فلا يبقى لك منه شيء).

ولعل في هذه الحالة كمال تحقق المحب بوصف الحب الإلهي، وذلك بأن يكون هواه تبعًا لما يرضي محبوبه، حاله في هذا حال من يقول:

(إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي).

وقول أبي يزيد البسطامي: (ليس العجب من حبي لك وأنا عبد فقير، وإنما العجب من حبك لي وأنت ملك قدير).

وقوله: (من أراده وفقه، ومن أحبه قربه).

وقول أبي بكر الشبلي: (فعلامة المحب الموافقة للمحبوب، والتجاري مع طرقاته في كل الأمور، والتقرب إليه بكل حيلة، والهرب من كل ما لا يعينه على مذهبه.

ومن أجمل تعبيرات المحبين عن شعورهم، ما يقوله يحيى بن معاذ:

(إلهي إني مقيم بفنائك، مشغول بثنائك، صغيرًا أخذتني إليك، وسربلتني بمعرفتك، وأمكنتني من لطفك، ونقلتني في الأحوال، وقبلتني في الأعمال ؛ سترًا، وتوبةً، وزهدًا، وشوقًا، ورضًا، وحبًا ... تسقيني من حياضك، وتمهلني في رياضك، ملازمًا لأمرك، ومشغوفًا بقولك، وهاطر شاربي، ولاح طائري، فكيف أنصرف اليوم عنك كبيرًا، وقد اعتدت هذا منك صغيرًا، فلي ما بقيت حولك دندنة، وبالضراعة إليك همهمة، لأني محب، وكل محب بحبيبه مشغوف، وعن غير حبيبه مصروف).

(7) ومن القصائد التي بلغت قمة الذوق في التعبير عن الحب الإلهي، ما أنشده
(ذو النون المصري، ت: 245 هـ)، وقد قربت ساعة لقاء المحب بالمحبوب، فقد روى (فتح بن شحرف) أنه دخل على (ذي النون) عند موته، فقال له: كيف تجدك؟ قال:

أموت وما فنيت فيك صبابتي
ولا رويت من صدق حبك أوطاري
مناي المنى كل المنى أنت لي منى
وأنت الغني كل الغنى عند إقتاري
وأنت مدى سؤالي وغاية رغبتي
وموضع آمالي ومكنون إضماري
تضمن قلبي منك مالك قد بدا
وإن طال سري فيك أو طال إظهاري
وبين ضلوعي منك مالا أبثه
ولم أبد باديه لأهل ولا جار ([16])

إلى أن قال:
فيا منتهى سؤال المحبين كلهم
أبحني محل الأنس مع كل زواري
ولست أبالي فائتا بعد فائت
إذا كنت في الدارين يا أوحد جاري
,,,,
المصدر - البيان الجازم أن التصوف لتزكية الإنسان نهج لازم


الهوامش

([1]) أخرجه (الترمذي) و (أبو داود).

([2]) خالد محمد خالد (قصتي مع التصوف).

([3]) سورة آل عمران من آية 31.

([4]) انظر تفسير ابن كثير (سورة النساء آية 69) ، والحديث أخرجه (الطبراني) في معجمية الأوسط والصغير و (أبو نعيم) في حلية الأولياء.

([5]) أخرجه الديلمي في (الفردوس بمأثور الخطاب) برقم 8275 و (كنز العمال) برقم 34584.

([6]) أخرجه (ابن ماجه) في السنن و (القضاعي) في مسند الشهاب.

([7]) أخرجه مالك في (الموطأ) 2 / 953.

([8]) أخرجه (مسلم) في صحيحه ، وانظر : فتح الباري لـ (ابن حجر) 12 / 411.

([9]) أبو نعيم ، في (الحلية) ج 1 / 16 ، وانظر : (فتح الباري) لابن حجر العسقلاني ج 12 / 411.

([10]) أخرجه (البخاري) و (مسلم) وسواهما.

([11]) أخرجه (الترمذي) في سننه ، والإمام (أحمد بن حنبل) في فضائل الصحابة.

([12]) كما في الحديث أخرجه (الترمذي وأحمد وابن حبان والطبراني).

([13]) أخرجه (مسلم) في صحيحه ، و (الترمذي) و (أحمد) وغيرهم.

([14]) أخرجه (البخاري) و (الترمذي) و (أبو داود) و (النسائي) وآخرون.

([15]) أخرجه (البخاري) و (النسائي) و (ابن حبان) وغيرهم.

([16]) صفوة الصفوة (ابن الجوزي) ج 4 / 29.

الحركة فـي الذكر (التمايل)

  الحركة فـي الذكر (التمايل) أحمد عبد المالك الحركة في الذكر أمر تناوله علماء الإسلام ما بين الإباحة والتحريم والتقييد بشروط وما زال لل...