مرآة الوجود عند الصوفية
- الإمام الكاشاني : « مرآة الكون : يشيرون به إلى وحدة الوجود العيني من حيث كونه مفاضاً، فإنه هو المرآة لكثرة أحكام الحقائق الكونية، ولكونها إنما تظهر به ، أي بشعاع الوجود الوجداني المفاض ، فكان هو المرآة لهذا، فلهذا صارت تلك الكثرة المنطبعة في هذه المرآة ظاهرة ، ووجه المرآة مخفياً كما ترى في الخارج ، أنه متى انطبع في المرآة صورة كان المنطبع ظاهراً ووجه المرآة مخفياً .
- مرآة الوجود : يعنون به كثرة التعينات النسبية المنسوبة إلى الشؤون الباطنية التي صورها الحقائق الكونية ، فهي أعني : تلك الشؤون، مرآة لوحدة الوجود العيني الظاهري ، لكون وحدة الوجود إنما تتحقق باعتبارها، أعني باعتبار الشؤون النسبية ، فكانت هي المرآة لوحدة الوجود العيني الظاهري ، فالوحدة فيها ظاهرة، وكثرة الشؤون باطنة ، لأنها : أعني الشؤون، هي وجه المرآة، فكانت خافية ، والواحدة المنطبعة فيها ظاهرة .
- مرآة الحضرتين : أعني الكون والوجوب ، وإن شئت قلت حضرة الوجوب والإمكان . والمراد بذلك الإنسان الحقيقي الكامل ، لأنه مع ظهوره بصفة الكثرة هو مظهر الوحدة والعدالة أيضاً .
- مرآة الذات والألوهية معاً : هو الإنسان الكامل أيضاً. وقد عرفت ذلك عند الكلام على المحبوب المقصود لعينه ، وذلك باعتبار حقيقته التي هي برزخ البرزاخ »([1]) .
- الباحث محمد غازي : « المرايا أنواع : منها مرآة الكون ، وتضم صور التعينات .
أما المرآة الثانية : فهي مرآة الوجود ، وتتضمن الوجود الظاهر والوجود الباطن . وهذه المرآة أم المرآة الأولى إذ هي بطن لها وعين ، وصدور الأولى يتم عن الثانية ، إذ هي كشف أو تكشُّف . وهذه المرآة ستر الستر . والمرآة الثالثة : وهي مرآة الحضرتين ، والحضرتان الوجوب والإمكان ، فهذه المرآة أم المرآة الثانية وأم أم المرآة الأولى ، فهي خفاء الخفاء ، وهي عين الصفة التي هي عين الفعل »([2]) .
***
المصدر: ( معحم مصطلحات الصوفية - تأليف أشرف الجمال )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق