الأربعاء، 20 مارس 2019

مرآة الوجود عند الصوفية

مرآة الوجود عند الصوفية





- الإمام الكاشاني : « مرآة الكون : يشيرون به إلى وحدة الوجود العيني من حيث كونه مفاضاً، فإنه هو المرآة لكثرة أحكام الحقائق الكونية، ولكونها إنما تظهر به ، أي بشعاع الوجود الوجداني المفاض ، فكان هو المرآة لهذا، فلهذا صارت تلك الكثرة المنطبعة في هذه المرآة ظاهرة ، ووجه المرآة مخفياً كما ترى في الخارج ، أنه متى انطبع في المرآة صورة كان المنطبع ظاهراً ووجه المرآة مخفياً .


- مرآة الوجود : يعنون به كثرة التعينات النسبية المنسوبة إلى الشؤون الباطنية التي صورها الحقائق الكونية ، فهي أعني : تلك الشؤون، مرآة لوحدة الوجود العيني الظاهري ، لكون وحدة الوجود إنما تتحقق باعتبارها، أعني باعتبار الشؤون النسبية ، فكانت هي المرآة لوحدة الوجود العيني الظاهري ، فالوحدة فيها ظاهرة، وكثرة الشؤون باطنة ، لأنها : أعني الشؤون، هي وجه المرآة، فكانت خافية ، والواحدة المنطبعة فيها ظاهرة .


- مرآة الحضرتين : أعني الكون والوجوب ، وإن شئت قلت حضرة الوجوب والإمكان . والمراد بذلك الإنسان الحقيقي الكامل ، لأنه مع ظهوره بصفة الكثرة هو مظهر الوحدة والعدالة أيضاً .


- مرآة الذات والألوهية معاً : هو الإنسان الكامل أيضاً. وقد عرفت ذلك عند الكلام على المحبوب المقصود لعينه ، وذلك باعتبار حقيقته التي هي برزخ البرزاخ »([1]) .


- الباحث محمد غازي : « المرايا أنواع : منها مرآة الكون ، وتضم صور التعينات .

أما المرآة الثانية : فهي مرآة الوجود ، وتتضمن الوجود الظاهر والوجود الباطن . وهذه المرآة أم المرآة الأولى إذ هي بطن لها وعين ، وصدور الأولى يتم عن الثانية ، إذ هي كشف أو تكشُّف . وهذه المرآة ستر الستر . والمرآة الثالثة : وهي مرآة الحضرتين ، والحضرتان الوجوب والإمكان ، فهذه المرآة أم المرآة الثانية وأم أم المرآة الأولى ، فهي خفاء الخفاء ، وهي عين الصفة التي هي عين الفعل »([2]) .

***
المصدر: ( معحم مصطلحات الصوفية - تأليف أشرف الجمال )



[1] - الكاشاني – لطائف الأعلام في إشارات أهل الإلهام ص 378 .
[2] - محمد غازي – النصوص في مصطلحات التصوف - ص 307 – 308 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحركة فـي الذكر (التمايل)

  الحركة فـي الذكر (التمايل) أحمد عبد المالك الحركة في الذكر أمر تناوله علماء الإسلام ما بين الإباحة والتحريم والتقييد بشروط وما زال لل...