الجمعة، 29 مارس 2019

أصل التلقين في التصوف

أصل التلقين في التصوف




قال في ( التصوف الاسلامي ):[1] " التلقين بيعة من المريد لشيخه على طاعة الله ورسوله، وأخذ عهد للقيام بعبادة معينة مشروعة وهي الذكر ومايترتب عليه من سلوك وآداب . ويتخذ ذلك الشيخ أستاذا يأتـمر بأمره،ويكون هذا الاستاذ قد استرشد من قبله بإمام آخر،وهكذا ، إلى أن يصل الاتباع إلى الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه ولاشك أن البيعة أمر شرعي ثابت في الدين ، وقد ثبت بالقرآن مبايعته صلى الله عليه وسلم لأصحابه تحت الشجرة ، وهذا لاينافي سابق إيـمانـهم بل يؤكده وامتدح الله هذه البيعة ورضي الله عن المتبايعين،قال تعالى: لقد رضي الله عن المومنين إذ يبايعونك تحت الشجرة إلى أن قال وأوراد مشايخنا السادة الصوفية رضي الله عنهم تشتمل إما على آيات قرآنية وأذكار وأدعية واردة في السنة ، أوما تلقوه عن طريق الاستفاضة الروحية مما يطابق الشرع الشريف، أو ما ألهمهم الله به كما وقع لبعض الصحابة يدعوا بما ألهمهم الله بغير الوارد في السنة ،كما سيأتيك بعض منه في هذه الرسالة إن شـاء الله.

والأصل في التلقين ما رواه الطبراني والأمام أحمد والبزار وغيرهم بإسناد حسن( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما بجمع من الصحابة فقال هل فيكم غريب ،يعني من أهل الكتاب، قالوا لا يارسول الله ،فأمر بغلق الباب وقال :
ارفعوا أيديكم وقولوا لاإله إلا الله قال شداد بن أوس فرفعنا أيدينا ساعة وقلنا لا إله إلاالله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة وإنك لاتـخلف الميعاد. ثم قال ألا فأبشروا بأن الله قد غفر لـكم ففي هذا الحديث دلالـة واضحة للأشياخ في تلقينهم الذكر للمريدين جماعات، وأمـا تلقينهم فرادى فخرج الشيخان والحافظ جلال الدين السيوطي رضي الله عنهم من طرق متعددة حسن أحاديثهم عن علي رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يارسول الله دلني على أقرب الطرق الموصلة إلى الله عزوجل وأسهلها على العباد وأفضلها عند الله تعالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ياعلي عليك بـمداومة ذكر الله سراوجهرا فقال الإمام علي رضي الله عنه إن الناس كلهم ذاكرون وإنـما أريد أن تـخصني بشيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صه يا علي أفضل ما قلته أنا والنبيـون من قبلي لاإله إلا الله ، ولو أن السموات السبـع والأرضين السبع وضعن في كفة ولا إله إلا الله في كفة لرجحت لا إله إلا الله ،ثم قال ياعلى لا تقوم الساعة وعلى وجه الارض من يقول الله الله ،فقال علي رضي الله عنه كيف أذكر يارسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غمض عينيك وإسمع منى لا إله إلا الله ثلاث مرات ، ثم قل أنت ثلاث مرات وأنا أسمع ، قال يوسف الكوراني رضي الله عنه إن عليا كرم الله وجهه لقن الحسن البصرى وهو لقن داود الطائي ومنه إلى الجنيد شيخ الطائفة وعنه تفرع وإنتشر التصوف في أصحابه ،وهلم جرا ،ولا ينقطع حتى ينقطع الدين اهـ من التصوف الإسلامي عن رسالة القول المعروف في الرد على من أنكر مجد التصوف نقلا عن كتاب النصرة النبوية .
ومن أنواع التلقين الافرادي عن معاذ رضي الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال
يامعاذ إني لأحبك فقال أوصيك يامعاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك [2] ، وعن ابي ذر رضي الله عنه ( قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله ، سبحان الله وبحمده )[3] ،وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قــــال ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها مايمنعك أن تسمعي ما أ وصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )[4] اهـ بإختصار .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش :
[1] أحمد التجاني الفوتي
[2] رواه أبو داود باسناد صحيح
[3] رواه مسلم
[4] رواه النسائي والبزار بإسناد صحيح ، وقال الحاكم صحيح الاسناد على شرطهما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحركة فـي الذكر (التمايل)

  الحركة فـي الذكر (التمايل) أحمد عبد المالك الحركة في الذكر أمر تناوله علماء الإسلام ما بين الإباحة والتحريم والتقييد بشروط وما زال لل...