الثلاثاء، 30 أبريل 2019

من هو الصوفي ؟ وبم يمتاز عن غيره ؟


من هو الصوفي





1.   من هو الصوفى ؟
2.   وبماذا يمتاز عن عامة المسلمين ؟
3.   وهل هناك فرق بينه وبين التقى ، أو المؤمن ، أو المسلم ، أو الصديق ؟
4.   وإذا لم يكن هناك فرق ، فلماذا الإصرار على استخدام الاصطلاح ؟
الجواب :
1. تستطيع أن تعرف الصوفى الحق ، بأنه المسلم النموذجى ، فقد اجمع كافة أئمة التصوف على أن التصوف هو الكتاب والسنة ، فى نقاء وسماحة واحتياط ، وشرطه أئمة التصوف فى مريديها أخذاً من قوله تعالى : ] ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون [ " سورى آل عمران ، الآية 79 "
والعلم هنا أولاً : علم الدين بدعامتيه " الكتاب والسنة " ، ثم هما بدورهما منبع كل علم إنسانى نافع ، على مستوى كافة الحضارات ، وتقدم البشرية ، مقتضى تطور الحياة .
فالتصوف إذن هو : ربانية الإسلام الجامعة للدين والدنيا ( قال الشيخ شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد السهرودى رحمه الله تعالى : " إن الصوفى من يضع الأشياء فى مواضعها ويدبر الأوقات ، والأحوال كلها بالعلم ، يقيم الخلق مقامهم ، ويقيم أمر الخلق مقامه ، ويَستر ما ينبغى أن يُستر ، ويُظهر ما ينبغى أن يظهر ، ويأتى بالأمور من مواضعها بحضور عقل ، وصحة توحيد ، وكمال معرفة ، ورعاية صدق وإخلاص " { راجع الخطط التوفيقية لــ " على باشا مبارك رحمه الله تعالى جـ1 ص90 طبع المطبعة الأميرية سنة 1305 هـ } .
ومن هنا جاء قول أئمة التصوف ، وفى مقدمتهم ( الجنيد ) : " من لم يَحصل علوم القرآن والحديث ، فليس بصوفى " ،وأجمع على ذلك كل ائمة التصوف ، من قبل ومن بعد ، وتستطيع مراجعة نصوص أقوالهم عند القشرى ، والشعرانى ، ومن بينهما ، ومن بعدهما .
2. أما الامتياز عن عامة المسلمين ؛ فالقاعدة الإسلامية هنا هى العمل ؛ فإذا عمل الصوفى بمقتضى ما تتمين عليه كقدوة وداعية ، امتاز بمقدار جهده ، شأن كل متخصص وإلا فهو دون كل الناس إذا انحرف أو شذ ، بل إن تجاوز .
فالصوفية يجعلون خلاف الأولى فى مرتبة الحرام اتقاءً للشبهات ، واستبراءٌ للعرض والدين "ومن نصوص الحديث – كما فى الفتح الكبير قوله صلى الله عليه وسلم :
{ الحلال بيّن والحرام بيّن ، وبينهما أمور متشبهات لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه ، ومن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام ، كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ، ألا وإن لكل مَلك حمى ، ألا وإن حمى الله تعالى فى أرضه محارمه ، الا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهى القلب ] . " رواه الأربعة ، والبخارى ومسلم " .
وهم يعرفون كيف أن السلف كانوا يتركون تسعة أعشار الحلال : خوف الوقوع فى الحرام ، فهم يؤمنون بهذا ، ويحاولون العمل به .
والله تعالى يقول : ] ولكل درجات مما عملوا [ " هو من كلام سيدنا عمر " ، فهم يؤمنون بهذا ويحاولون العمل به .
3.   أما مسألة الفرق بين الصوفى ، والمسلم ، والمؤمن ، والتقى :
فأن الإسلام شرع لنا تعريف الناس بخصائصهم ، وذكرهم بما يميزهم عن غيرهم ، وقد ذكر الله المهاجرين والأنصار بخصيصتهم : تعريفاً ، وهم مسلمون مؤمنون أتقياء ، وذكر رسول الله e بلالاً الحبشى ، وصهيباً الرومى ، وسلمان الفارسى بما يميزهم من الألقاب ، وهم مسلمون مؤمنون أتقياء .
وذكر القرآن من المسلمين أصنافاً : الخاشعين ، والقانتين ، والتائبين ، والمتصدقين ، والعادين ، والخامدين ، والسائحين وغيرهم ، وكلهم من أهل ] لا إله إلا الله [ .
إذن ، فذكر إنسان بخصيصة عُرف  بها عند الناس ، سنة قرآنية ونبوية ، وما دامت هذه الطائفة ، قد عرفت باسم الصوفية لسبب أو لآخر ، فليس بدعاً أن تُدعى بهذا الاسم .
ثم لماذا كل هذه الزوبعة هنا ، ولا تكون هناك زوبعة حين يقال (سلفية) ؟! ـو (أزهرية) ، أو (وهابية) ، أو (شافعية) ، أو (مالكية) ، أو(حنبلية) ؟! وهل كان فيما مضى ( جمعية كذا – أو جماعة كذا ) ؟
أرايت أن الأمر كان أهون من أن يكون سؤالاً ، لولا المذهبية المدمرة ، والتعصب الموبق 1؟
...
المصدر : كتاب أبجدية التصوف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحركة فـي الذكر (التمايل)

  الحركة فـي الذكر (التمايل) أحمد عبد المالك الحركة في الذكر أمر تناوله علماء الإسلام ما بين الإباحة والتحريم والتقييد بشروط وما زال لل...