حياة ابن عربيّ
و فلسفته
د.عبد الرحمن دركزللي(*)
ولد الشيخ الأكبر
محيي الدين بن عربي (مرسية) بالأندلس سنة 560هـ، وما إن بلغ الثامنة من عمره حتى قصد
"إشبيلية" لدراسة الفقه والحديث الشريف وعلوم القرآن، فأقام بها قرابة ثلاثين
سنة ينهل فيها من مناهل الثقافة والعلم، ثم إنه عقد العزم على مغادرة الأندلس والنزوح
عنها إلى المشرق، وكان حينئذ في الثامنة والثلاثين، فضرب في الآفاق، وطوّف في عدد من
الأقطار والأصقاع (زار مصر ومكّة المكرّمة وبغداد وحلب والمَوْصل وآسية الصغرى) وكانت
شهرته تسبقه إلى كل مكان يحلّ فيه، كما كان ذوو اليسار يجرون عليه راتباً كبيراً، ولكنه
كان ينفق معظمه في وجوه البرِّ والخير (يُروى أنّ أحد الأمراء وهبه بيتاً، فما كان
منه إلاّ أن أعطاه لأحد السائلين)، وخلال زيارته لمصر لقي ابن عربي عنتاً شديداً، إذ
اتهمه أهلها بالزندقة وحاولوا اغتياله، وفي مكّة المكرّمة أحبّ ابن عربي ابنة الشيخ
مكين الدين الأصفهاني نزيل مكّة فأعجب بجمالها ومبلغ ذكائها وسَعة اطلاعها، لذلك نظم
فيها مجموعة من القصائد الغزليّة دعاها "ترجمان الأشواق".
وبعد أَمَدٍ من
الترحال قرّر الإقامة بدمشق، فألقى فيها عصا التسيار، ولبث فيها بقيّة عمره حتى وافته
المنيّة سنة 638هـ فدُفن بسفح جبل قاسيون.
عاش ابن عربي حياة
حافلة بالتنقّل والأسفار، عامرة بمجالس العلم، غنيّة بالتجارب، وكان غزير النتاج جم
التآليف، كتب –كما قال في إحدى رسائله –مئتين وتسعة وثمانين كتاباً ورسالة، وقد وصفه
بروكلمان بأنه "من أخصب المؤلّفين عقلاً وأوسعهم خيالاً"، وذكر أنّ له نحواً
من مئة وخمسين مؤلّفاً ماتزال باقية بين مخطوط ومطبوع، على أنه لم يشغل نفسه بالتأليف
وحده، بل شغل شطراً منها بما يشغل الصوفية أنفسهم به عادةً من ضروب العبادة وصنوف المجاهدة
وألوان المراقبة والمحاسبة.
وأشهر مؤلّفاته
اثنان: "الفتوحات المكّية" و "فصوص الحِكم"، أما الفتوحات فموسوعة
شاملة في عقائد الصوفية، جمع فيه شتات علومهم ومصطلحاتهم في خمسمئة وستين باباً، وقد
قدّم لنا، في الباب التاسع والخمسين بعد الخمسمئة من الكتاب، خلاصةً وافية عنه، ولمّا
طلب ابن عربي من معاصره ابن الفارض أن يكتب شرحاً على تائيّته. أجابه ابن الفارض بأنه:
لايعرف لها شرحاً أفضل من كتاب الفتوحات نفسه، أمّا تسميته بالفتوحات المكية فلانّه
ممّا فتح الله به عليه في أثناء زيارته لمكّة المكرّمة.
"كنت نويت
الحجّ والعُمرة، فلما وصلتُ أمّ القرى أقام الله سبحانه وتعالى في خاطري أن أعرّف الوليّ
بفنون من المعارف.. وكان الأغلب منها مافتح الله –سبحانه وتعالى- عليَّ به عند طوافي
في بيته المُكرّم"
ووصف لنا كيف أّلف
الفتوحات، فقال:
"جميعُ ماكتبته
وأكتبه في هذا الكتاب إنّما هو من إملاء إلهيّ وإلقاءٍ ربّاني، أو نفْث روحانيّ في
روح كياني"
أما كتابه الآخر
"فصوص الحِكم" فيمثّل مذهبه في وحدة الوجود، وهو مذهب ظلّ يضطرب في نفسه
نحواً من أربعين عاماً وهو لايجرؤ على الجهر به في جُملته ولايقوى على إخراجه في صورة
كاملة، ويُعد كتاب الفتوحات تمهيداً للفصوص وتوطئة له يقول نيكلسون عن "فصوص الحكم":
"ولا تقل
الفصوص عنها (أي عن الفتوحات المكيّة) من حيث عِظمُ الأهمّية، وهي مؤلّف صغير من سبعة
وعشرين فصّاً أُطلِق على كل واحدٍ منها اسمُ نبيّ، وقد غدت موضع شروح عدّة في العربية
والتركيّة والفارسية".
وممّا هو جدير
بالقول والتنويه أن ابن عربيّ لم يكن يكتب بدافع التأليف والتصنيف وإنّما كان يكتب
وهو رازح تحت وطأة قوّة خارقة كانت تلحّ عليه وتحمله على ذلك حملاً وقد وصف لنا هذا
بقوله:
"إنه كان
يرِد عليَّ من الحقّ مواردُ تكاد تحرقني فكنتُ أتشاغل عنها بتقييد ما يمكن منها، فَخَرجَتْ
مخْرَجَ التأليف لا من حيث القصدُ".
كان ابن عربي في
الحق، ذا شخصية متعدّدة الجوانب والمواهب، فهو متصوّف وفيلسوف وشاعر، وكان ذا مسلكين
في الحياة، فهو رصين تقيّ أمام الناس مرح متساهل أمام أنداده وأصحابه. وكان –كما قال
المقّري- "ظاهريّ المذهب في العبادات، باطنيّ النظر في الاعتقادات". ومع
أنه كان ظاهرياً فقد نفى أن يكون تابعاً لابن حزم أو سواه:
نسبوني إلى ابن
حزم وإنّي ... لست ممّن يقول "قال ابنُ حزمِ"
لا، ولا غـيرُه،
فإنّ مقالي: ..."قال نصُّ الكتاب".. ذلك علمي
أو"يقولُ
الرسول"أو"أَجَمَع ...الخَلْقُ على ما أقولُ" ذلك حُكمي
وهو مع تمسّكه
بفرائض الإسلام وعقائده –يتّخذ الكشف الصوفي أو "النور الباطني" رائداً له
ومصدراً أوحد في المعرفة.
وقد اختلف الناس
في عقيدته، وفي الحكم عليه، أشدّ الاختلاف، فبعضُهم رفعه إلى عِلّيين، وبعضهم وضعه
مع الزنادقة والملحدين، يقول ابن العماد:
"وقد تفرّق
الناسُ في شأنه شيعاً، وسلكوا في أمره طرائق قدداً، فذهبت طائفة إلى أنّه زنديق لا
صِدّيق، وقال قوم: إنه واسطة عِقد الأولياء ورئيس الأصفياء، وصار آخرون إلى اعتقاد
ولايته وتحريم النظر في كُتُبه".
وكان الفيروز آبادي
صاحب "القاموس" من أشدّ المُعجبين به، حتى إنّه طرّز شَرْحَهُ على البُخاريّ
بكثير من أقواله، كما كان جلال الدين السيوطي يُجلّه ويوقّره حتى إنه صنّف في الدفاع
عنه كتاباً، سمّاه: "تنبيه الغبيّ في تبرئة ابن عربيّ". ولعل عبد الوهّاب
الشعراني هو أشدّ المنتصرين له وأكثر المنصفين، إذ ألّف كتاباً عنوانه: "اليواقيت
والجواهر في بيان عقائد الأكابر"، كما ألّف كتاباً آخر دعاه: "تنبيه الأغبياء
على قطرةٍ من بحر علوم الأولياء". وفيهما دفاع شديد عن ابن عربي وغيره من المتصوّفة
وبلغ به الأمر أن لخّص كتاب الفتوحات المكّية في كتابه الموسوم بـ "الكبريت الأحمر
في بيان علوم الشيخ الأكبر". ومن الأمور الواضحة أن الناس في كل مكان تعلّقوا
بابن عربي، وتهافتوا على مؤلّفاته، يشهد على ذلك كثرة الألقاب التي خلعوها عليه، فهو
"الشيخ الأكبر" و"الكبريت الأحمر" و "ابن أفلاطون" و
"البحر الزاخر" و"سُلطان العارفين".. وعندما ترجم له صفي الدين
بن أبي المنصور قال عنه:
"هو الشيخ
الإمام المحقّق، رأس أجلاّء العارفين والمقرّبين صاحب الإشارات الملكوتية، والنفحات
القدسيّة، والأنفاس الروحانية، والفتحِ المونق، والكشفِ المُشْرق، والبصائر الخارقة،
والسرائر الصادقة، والمعارف الباهرة، والحقائق الزاهرة له المحلّ الأرفع من مراتب القُرب
في منازل الأنس، والمورد العذب في مناهل الوصل، والطَّوْل الأعلى في معارج الدنوّ والقدم
الراسخ في التمكين من أحوال النهاية والباع الطويل في أحكام الولاية".
وفلسفة ابن عربي
تقوم أساساً على مبدأ "وحدة الوجود" Pantheism، ومُفادها أن العالم بجميع مظاهره هو الله، وأن
ليس في الوجود سواه، وبناء على هذا فالحقيقة عند ابن عربي واحدة، مظهرها العالَم، وجوهرها
الله، لذلك رأيناه في الفتوحات يقول: "سبحان من خلق الأشياء وهو عينها" وسمعناه
في الفصوص يقول:
يا خالق الأشياء
في نفسه... أنت لما تخلقه جامع
تخلق مالا ينتهي
كونُه ...فيك؛ فأنت الضيّق الواسع
وقد بث مذهبه هذا
في تضاعيف كتبه ونثرها في مواضع مختلفة من تصانيفه، وكان تشتيتها عن قصد، فهو يخشى
إذا عرضها عرضاً كاملاً واضحاً أن يثير عليه حفيظة الجاهلين وغضب العامة. قال:
"جئت بها
مبدّدة في أبواب هذا الكتاب مستوفاة مبيّنة لكنها –كما ذكرنا- متفرّقة، فمن رزقه الله
الفهم فيها يعرف أمرها، ويميزها عن غيرها، فإنها العِلم الحق والقول الصدق".
ويترتب على قوله
بوحدة الوجود أن الله هو الأصل وأن العالَم صدر عنه وفاض منه. ذلك أنه أراد بإيجاد
العالم أن يرى نفسه ويُظهر جماله، فخلقه ليكون بمنزلة المرآة تتجلّى فيه رحمته وقدرته
وعدالته كما جاء في الحديث القدسيّ "كنت كنزاً مخفيّاً، فأحببت أن أُعرَف، فخلقت
الخلق، فبه عرفوني". وقد يفهم بعضهم من هذا أن ابن عربي يقول بالاثنينية، وليس
الأمر كذلك، لأن الحقيقة عنده واحدة، هي الله، وليس المراد بالخَلْق عنده أن الله أوجد
العالم من عدم، وإنما هو الفيض الإلهيّ، فالله بمنزلة "الواحد" من سائر الأعداد،
يتكرّر فيها على صور متعدّدة وأشكال متكثّرة، وقد صرّح بهذا قائلاً:
"وقد ثبت
عند المحقّقين أنه مافي الوجود إلا الله ونحن، وإن كنّا موجودين فإنما وجودُنا به،
ومن كان وجوده بغيره فهو بحكم العَدَم".
والخلاصة أن الحقيقة
الوجودية واحدة، لا ثنائية فيها ولا تعدّد، إذا نظرت إليها من وجهٍ قلتَ: هي الحق،
وإذا نظرتَ إليها من وجهٍ آخر قلتَ: هي الخَلْق.
وأما مايلوح لك
في الوجود من تناقض وتعدّد وتعارض واختلاف فإنما هو وهم خادع، وضلال ناشئ عن بلادة
الحِسّ وقصور العقل وارتباط الإنسان بالمصالح والغرائز والظروف، ولو أنه تحرّر من هذه
القيود وتَفَلَّتَ من هذه الأشراك لأدرك وَحْدانيةَ الوجود ولوقف على الأسرار ولا يكون
ذلك بالنظر العقلي وإنما بالكشف الصوفي. وليست وحدة الوجود عند ابن عربيّ وحدة مادّية
يضحّي فيها بفكرة الألوهيّة. بل العكس هو الصحيح أي أن الوجود الحقيقي هو وجود الله
وحده، أمّا الخلق فهو شبح زائل وظل عابر.
وطريق المعرفة
إنما هي القلب لا العقل، أي الحدْس لا المنطق، ذلك أن المعرفة نور يقذفه الله في قلب
ابن آدم، لذلك ماوقف على أسرار النفس "إلا الإلهيون من الرسل والصوفية، وأما أصحاب
النظر وأرباب الفكر من القدماء والمتكلّمين في كلامهم على النفس وماهيّتها فما منهم
من عثر على حقيقتها ولا يُعطيها النظر الفكري أبداً، ومن طلب العلم بها من طريق النظر
الفكري فقد استسمن ذا وَرَم، ونفخ في غيرِ ضَرم".
ويحتلّ الحب في
فلسفة ابن عربي مكانةً مرموقة، فهو سرّ الخلق، ومغزى الوجود، ولولا حب الله لذاته،
ورغبته في إبداء صفاته وتجلية كمالاته، ما أشرق في عالم العِيان شيء، ولا برز إلى صفحة
الوجود مخلوق، فالعالم إذاً صادر عن حركةٍ حُبّيّة "ولولا هذه المحبّة ماظهر العالَمُ
في عينه، فحركتُه من العدم إلى الوجود حركة حُبّ المُوجِد".
ولما كان الحب
سبب الوجود كان الوجود كله مشمولاً بالرحمة والغفران فلا مذنب ولا آثم إلا فائز بالعفو،
والدليل على ذلك أن الثناء جاء بصدق الوعد لا بصدق الوعيد. يقول ابن عربي:
"الثناء جاء
بصِدْق الوَعْد، لا بصدق الوعيد، والحضرةُ الإلهية تطلب الثناءَ المحمود بالذات، فيُثنى
عليها بصدق الوعد، لا بصدق الوعيد، بل بالتجاوز: "فلا تحسبن اللهَ مُخْلِفَ وعدِه
رًسُلَه" ولم يقل: "وعيدِه"
بل قال:
"ويتجاوز عن سيئاتهم".
وقد نظم ابن عربي
هذا المعنى اللطيف، فقال:
فلم يبق إلا صادقُ
الوعدِ وحْدَه ...وما لوعيدِ الحقّ عينٌ تُعاين
وإنْ دخلُوا دارَ
الشقاء فإنّهم ... على لـذّةٍ فيها نعيمٌ مبايـن
نعيم جِنان الخُلد
فالأمرُ واحد... وبينهما عندالتجلّـي تباين
يُسمّى عذاباً
من عذوبة طعمه ...وذاك له كالقِشر والقشر صائن
لقد سيطرت فكرة
"الواحد" على فكر ابن عربي، ففسّر بها كل ما في الوجود من صور واعتقادات
ومتغيّرات، فليس ثَمَّ إلا الحقّ، يتجلى في صور متعدّدة وعقائدَ مُتباينة ودياناتٍ
مختلفة، أما العارفُ فيدرك أن وراءها جميعاً إلهاً واحداً:
عقدالخلائقُ في
الإله عقائداً... وأنا اعتقدتُ جميع ماعقدوه
لمّا بدا صُوراً
لهم متحـوّلاً... قالوا بما شهدوا وماجحدوه
ورأى أن الديانات
على اختلافها واحدة في جوهرها، لأنها تدعو إلى الواحد الأحد:
لقد صار قلبي قابلاً
كلّ صورة... فمرعىً لغِزلان وديرٌ لرهبان
وبيـتٌ لأوثانٍ
وكعبةُ طائـفٍ ... والواحُُ توراةٍ ومُصحف قرآن
أدينُ بدين الحب،
أنّى توجهتْ... ركائبُه فالحُبّ دِيني وإيماني
والحب سببه الجمال،
والجمال هو الله، والله جميل يحب الجمال، فهو يحبّ نفسَه ومن أحبّ الجمال لم يحبب سوى
الله، وإنما أخرج اللهُ العالمَ كلَّه ليكون مرآته يرى نفسَه فيها، وعلى المحب أن يُصمّ
سمْعه إلاّ عن كلام محبوبه، ويُعميَ عينَه عن كل منظور سوى وجه محبوبه، ويُخرِس لسانه
عن كل كلام إلا عن ذِكر محبوبه ويرمي على خزانة خياله فلا يتخيّل سوى صورةِ محبوبه،
فبه يسمع وله يسمع، وبه يُبصر وله يُبصر، وبه يتكلّم وله يتكلّم.
يحب اللهُ الناسَ
لهم ولنفسه، وللحب الإلهي –عند ابن عربيّ- وجهان حبُّ الخلق للحق، وحب الحقّ للخلق،
والحق يبادل الخلق حباً بحبٍ واشتياقاً باشتياق، بل إن شوقه إلى المُشتاقين أقوى من
شوقهم إليه، ومما جاء في "فصوص الحكم" قولُه تعالى: "ماترددتُ في شيء
أنا فاعلُه تردُّدي في قَبْض عبدي المؤمن، يكره الموتَ، وأكره مساءته، ولابدّ له من
لقائي".
وفي الختام لابد
لي من الإشارة إلى أنّ عظمة فلسفة ابن عربي تكمن في روح الانفتاح والتسامح والحب، يشهد
على ذلك أنها تلتقي بالكثير من العقائد الفلسفية عند غير المسلمين، فهي تلتقي بفكرة
الفيدا عند الهنود التي تقول إن المعرفة الحقيقية تأتي من طريق الإشراق، وإن الهدف
من الحياة هو الاتحاد ببراهمان، كما تلتقي بمبدأ الطاو عند أهالي الصين الذي يقول:
إن الله يتجلّى في العالَم. كما تلتقي بالأفلاطونية الحديثة خصوصاً بفكرة الفيض القائلة
إن العالَم قد فاض وبأن النفس الكلّية كنور الشمس المُشرق على غُرَف عدّةٍ، في كلٍ
منها جزءٌ منه. وإن النفس الجزئية تستطيع أن ترجع –خلال حياتها- ولو لحظاتٍ معدودة-
إلى النفس الكلّية لتنال السعادة، وهي تلتقي بالنصرانية في فكرة المحبّة. وأغرب من
هذا أننا نجد اصداءً لفلسفة ابن عربي عند كثير من المفكّرين من أمثال سبينوازا في فكرة
وحدة الوجود، وهيغل في فكرة الجدل (الديالكتيك) وبرغسون في فكرة الحدس والديمومة، وأغرب
من هذا وذاك أننا نجد بذوراً من فلسفة ابن عربي لدى السريالية التي تقول: إن المتناقضات
قابلة للانحلال. وإن الحقيقة تكمن في العقل الباطن مستودعِ الأسرار الكونيّة.. وإذاً
ففلسفة ابن عربي تؤهّله بحقٍ أن يكون فيلسوفاً كبيراً ومفكراً عالمياً من الطراز الأوّل.
المصادر والمراجع
1-الفتوحات المكية
–ابن عربي- تحقيق د.عثمان يحيى، مراجعة د.إبراهيم مدكور الهيئة المصرية العامة للكتاب-
القاهرة 1972.
2-فصوص الحكم
–ابن عربي- والتعليقات عليه بقلم أبو العلا عفيفي- دار إحياء الكتب العربية، مصر
1946.
3-ترجمان الأشواق
–ابن عربي- دار صادر، بيروت 1961.
4-تاريخ الفكر
العربي –د.عمر فروخ، دار العلم للملايين، بيروت 1966.
5-تاريخ الأدب
العباسي –تأليف ر.نكلسن- ترجمة صفاء خلوصي- المكتبة الأهلية، بغداد 1967 .
6 - ابن الفارض
سلطان العاشقين ـ د.محمد= مصطفى حلمي ـ سلسلة أعلام العرب ، عدد )15)، وزارة الثقافة
والإرشاد القومي ـ مصر 1963.
7-لقاء القيم في
الفكر العربي –عادل العوّا- دار شمأل للطباعة والنشر، دمشق 1993.
8-المزاج الحضاري
في الفكر العربي –عادل العوا- المطبعة الجديدة، دمشق 1992.
9-الطبقات الكبرى
–سيدي عبد الوهاب الشعراني ج1، بلا مكان/ تاريخ.
10-مجلة
"تراث الإنسانية" وزارة الثقافة والإرشاد القومي –المؤسسة العامّة للتأليف
والترجمة والطباعة والنشر – المجلد الأول (2،3). مقال "الفتوحات المكية"
للدكتور أبو العلا عفيفي.
1-دائرة المعارف
الإسلامية، مادة "ابن [الـ] عربي" ص343.
12-دائرة المعارف
البريطاني
--------------------------------------------------------------------------------
(*) - رئيس قسم
التاريخ في بجامعة حلب
المصدر: مجلة التراث
العربي
مجلة فصلية تصدر
عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 80